لعنة العقدِ الثامنِ
لمْ يقم لبنيٌ إسرائيلَ دولةً دامتْ أكثرَ منْ ثمانيةِ عقود فقطْ على مرِ التاريخِ، فأول مملكة لليهودِ قامتْ في زمانِ داوودْ عليهِ السلامُ، وكانَ ذلكَ بعدَ حربِ اليهودِ بقيادةِ طالوتْ والعماليقَ بقيادةِ جالوتْ، في تلكَ الواقعةِ قتلَ داوودْ جالوتْ، وصارَ لهُ شأنٌ عظيمٌ خصوصاً أنهُ كانَ نبيا وقدْ أنزلَ اللهُ تعالى عليهِ الزبورُ كتابا ورسالة.
حكمَ داوودْ اليهودَ منْ بعدِ طالوتْ ثمَ ورِثَ سليمانْ عليهِ السلامُ الملك عنهُ ودامتْ هذهِ المملكةُ ثمانيةَ عقودٍ فقطْ، حتى انقسمتْ إلى مملكتي إسرائيلَ ويهوذا بعدَ أنْ أصابها تفككٌ داخليٌ، وقدْ لاقتْ نفسُ النهايةِ مملكةً الحشمونائيمْ حيثُ إنها لمْ تصمدْ اكثرْ منْ ثمانيةِ عقودٍ في حكمٍ ذاتيٍ أوْ شبه مستقل أيضا، حتى لاقتْ حتفها واندثرتْ، وهذا ما يعتقدهُ اليهودُ عنْ دولتهمْ الثالثِة في تاريخهمْ ومخاوفهمْ منْ اندثارها هيَ الأخرى وقربَ زوالها، غير أنَ هناكَ آخرينَ أكدوا على قربِ زوالِ دولةِ إسرائيلَ بطريقتينِ مختلفتينِ، ففي الاولى لقاء لأحمدْ ياسينْ مؤسسُ حركةِ المقاومةِ ( حماس ) على قناةِ الجزيرةِ لعامِ ١٩٩٩.
قالَ : أنَ إسرائيلَ في طريقها إلى الزوالِ ، وستكونُ نهايتها في الربعِ الأولِ منْ القرنِ الحادي والعشرينَ مشيرا إلى أنَ إسرائيلَ لنْ تكونَ موجودةً في عامِ ٢٠٢٧ حيثُ استندَ على استشفافٍ قرآنيٍ بأنَ الأجيالَ تتغيرُ كلَ ٤٠ سنةٍ، وأوضحَ أنَ الأربعينَ عاما الأولى لإسرائيل كانتْ سنواتُ نكبة ودمار أما الأربعينَ الثانية فهيَ أعوامُ مواجهةٍ وتحدي، وقدْ توقعَ أنَ نهايةَ إسرائيلَ ستكونُ في بدايةِ الأربعينَ الثالثة على يدِ منْ أسماهمْ < < جيلُ التحريرِ > >.
أما الثانيةُ فكانتْ في كتاب ( زوالُ إسرائيلَ ٢٠٢٢ نبوءة أم صدفةَ رقمية ) للكاتبِ بسامْ جرارَ حيثُ وثقَ فيه أبحاثٌ عنْ الإعجازِ العدديِ في القرآنِ، وأكدَ أنَ زوالَ إسرائيلَ سيكونُ في عامِ ٢٠٢٢، حيثُ اعتمدَ جرارٌ في تلكَ النبؤةِ على سورةِ الإسراءِ منْ الآيةِ الرابعةِ حتى السابعةِ، موضحا أنَ عددَ كلماتِ النبؤةِ في السورةِ ١٤٤٣ وأنهُ بجمعِ عمرْ بنيَ إسرائيل كما هوَ في التوراةِ { ٧٦ } معَ عامِ قيامِ دولةِ إسرائيلَ في التاريخِ الهجريِ { ١٣٦٧ } فإنَ زوالَ إسرائيلَ سيكونُ عامَ ١٤٤٣ للهجرةِ، وما يقابلهُ منْ الميلادِ وهوَ عامُ ٢٠٢٢ .
{وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مّفْعُولاً ثُمّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوّلَ مَرّةٍ وَلِيُتَبّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً عَسَىَ رَبّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً}
[سورة الإسراء:4-8]